بسم الله الرحمن الرحيم
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)
نفسي ونفسك كلنا سنموت فالدنيا أيام معدودة، مستعارة مردودة، ولا مفر لنا من نهاية الأجل،
فهل أعددنا للموت عدة؟ وهل فكرنا يومًا في وحشة القبور؟ وهل تأملنا في أهوال الحشر والنشور؟
الدنيا! ذلك الطيف العابر، والظل الزائل، الدنيا! دار الغرور ومنزل الأحزان،
الدنيا! وفاؤها غدر! وحبها كذب، الدنيا! جديدها بالي، وصفوها كدر، والناس فيها ضيوف عما قليل سيرحلون!
قال إبراهيم التيمي رحمه الله:
( شيئان قطعا عني لذة الدنيا: ذكر الموت، والوقوف بين يدي الله عز وجل ).
ألا نرى الناس في كل يوم يودعون حبيبًا أو صديقًا؟! فهل حرك ذلك منا قلبًا؟! وهل كان ذلك لنا عبرة؟!
وإذا علمنا أن لنا معادًا ومرجعًا إلى الله عز وجل فعلينا أن نعمل لتلك الساعة ,, من قبل أن نكون من أهل الحسرات؟!
{ حَتَّى اِذَا جَاءَ اَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي اَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا اِنَّهَا كَلِمَةٌ
هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ اِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } "المؤمنون:99-100"
فواحسرة عبد نزل به الموت ولم يقدم صالحًا!!
فانظر لنفسك أيها العاقل.. وتدبر أمرك، بأي وجه تقدم على ربك عز وجل إذا كنت ممن بارزه بالمعاصي؟!
بأي وجه تقدم على ملك الملوك؛ إذا كنت من الغافلين .. المعرضين عن طاعة الله تعالى؟!!
فاحذر أخي ساعة السكرات.. فما أشدها على العصاة! وما أفظعها على أهل الغفلة! ماذا أعددت لهذه اللحظات؟!
أتظنها بعيدة؟! فكم من رافل في ثياب الصحة نزلت به المنية بغتة! وكم من ناعم في العيش؛ دهمه الأجل بلا ميعاد! فتهيأ أيها ليوم المعاد ..
فإنه يوم لا ينفعك فيه إلا صالح ما قدمته .. وميعاد لا تنجو من شدائده إلا بصدق العمل!
أخي ..أختي
إن سوق العمل الصالح اليوم ميسورة .. فسارعوا لأخذ نصيبكم منها قبل أن يحال بيننا وبينها! ولو نطق الأموات
لأخبروك أن خير زاد رحلت به من الدنيا: هو فعل الطاعات .. وتقديم الباقيات الصالحات ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بقبر، فقال: (من صاحب هذا القبر؟ فقالوا: فلان،
فقال: ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم).
[رواه الطبراني]
فواحسرة من رحل منالدنيا بغير زاد من التقوى! وواحسرة من أدركه الموت وهو خفيف الظهر من الحسنات!
مع السلآمة