فرحة عارمة بالجزائر بعد التأهل للمونديال | | |
|
منتخب الجزائر الوطني يترشح إلى مونديال البرازيل 2014 للمرة الرابعة في تاريخه (الجزيرة نت) |
ياسين بودهان-الجزائر
فرحة عارمة شهدتها مختلف الشوارع الجزائرية ليلة أمس، عقب ترشح منتخبها الوطني لكرة القدم إلى مونديال البرازيل 2014 للمرة الرابعة في تاريخه، بعد فوزه على نظيره البوركينابي، في لقاء الإياب للدور الحاسم بملعب مصطفى تشاكر في مدينة البليدة القريبة من العاصمة الجزائر.
وبمجرد أن أعلن الحكم السينغالي بادارا دياتا عن نهاية المباراة، معلنا فوز الجزائر بهدف دون مقابل من توقيع صخرة دفاع المنتخب الجزائري مجيد بوقرة في الدقيقة 49 من عمر المباراة، حتى أعلن مناصرو "الخضر" بداية الاحتفال، مطلقين العنان لمنبهات الصوت وحاملين الأعلام والرايات الجزائرية وفانيلات منتخبهم البلد العربي الوحيد، الذي سيشارك في عرس البرازيل العام المقبل، وشعارهم في ذلك "أبناء نوفمبر لا يهزمون أبدا في نوفمبر".
ووصف مدرب المنتخب الجزائري وحيد حاليلوزيتش في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية الفوز بـ "الانتصار الكبير"، وأهدى الفوز إلى كل الشعب، الذي قال عنه أنه "كان دائما يؤمن به"، وأكد أن "الخضر في مجمل اللقاءين كانوا يستحقون الفوز".
كما وصف المهاجم إسلام سليماني التأهل بـ "الكبير"، مبرزا أن فريقه عانى سنتين لكنه أنجز مسارا كبيرا، ويستحق الذهاب إلى ريودي جانيرو.
أجواء الفرحة لم تقتصر على الشوارع والساحات العمومية فقط، بل تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى مكان مفضل للكثير من المحتفلين للتعبير عن مشاعرهم، وتهنئة أنفسهم والشعب الجزائري بهذا الإنجاز، مثمنين جهد محاربي الصحراء.
|
عبد الحكيم سرارأكد على ضرورة مراجعة الكثير من الأمور بعد انتهاء الاحتفال(الجزيرة نت) |
التواصل الاجتماعي
وفي السياق ذاته عبر الشاعر عبد العالي مزغيش عن شعوره عبر صفحته في الفيسبوك قائلا "لماذا لا نفرح؟ وراية الجزائر سترتفع خفاقة في أقاصي العالم، ونشيدنا الوطني الخالد سيدوي في سماء البرازيل، سيعرفنا من لا يعرفنا، وسيسأل الآن عنا من يجهل وطنا اسمه الجزائر".
ويتابع مزغيش "هذا الفوز سيقوي من وحدتنا، وإن فشلت السياسة في صنع الفرحة في قلوبنا فالرياضة فعلت، شكرا لمحاربي الصحراء لأنهم لم يخيبونا وكانوا عند حسن الظن، ظن الجزائريين وكل العرب".
من جانبه هنأ رئيس وفاق سطيف سابقا عبد الحكيم سرار الجزائريين بهذا الإنجاز، لكنه بالمقابل أكد على ضرورة مراجعة الكثير من الأمور بعد انتهاء الاحتفال، فعناصر النخبة الجزائرية رغم الفوز لم تقدم برأيه المستوى الفني المطلوب، رغم توفر إرادة لدى اللاعبين في تقديم كل ما لديهم، لذلك لا يجب أن تنسي فرحة التأهل الجزائريين ضرورة إعادة ترتيب الأوراق، والعمل على تشريف الجزائر والعرب في المونديال البرازيل.
فالمنتخب الجزائري في مقابلته مع بوركينافاسو وفق سرار "لعب بالنار"، لذلك يجب التفكير في المرحلة المقبلة بكل جدية وحزم، والعمل على تحسين أداء المنتخب من خلال تحديد التشكيلة المثالية للفريق.
وأكد للجزيرة أنه مع الفريق الذي يطالب بضرورة وضع حد لمستقبل حاليلوزيتش مع الخضر، ويعتبر أن خياراته خلال هذه المقابلة كانت غير موفقة، وبرأيه فإن الحظ كان بجانب الفريق الجزائري حينما تواجد في دور المجموعات مع كل من مالي ورواندا والبنين، وبعد ذلك في الدور الفاصل مع بوركينافاسو، ويشدد على أن الفضل في التأهل راجع إلى رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الذي وفروفق حديثه كل الظروف، وإلى اللاعبين الذين أدوا ما عليهم.
|
طالبي: يجب خلق الاستقرار داخل المنتخب من أجل الاستعداد لمونديال البرازيل(الجزيرة نت) |
مستوى المنتخب
ويوافق الحارس الدولي الجزائري الأسبق عنتر عصماني سرار في حكمه بشأن تواضع مستوى المنتخب الجزائري، لكنه برر ذلك في حديثه للجزيرة نت بالضغط الذي كان يعاني منه اللاعبون، هذا أمر كان متوقعا لطبيعة المقابلة الفاصلة, وأضاف أن كل ذلك لا يبرر الاستغناء عن حاليلوزيتش لأنه مهندس التأهل، وعليه أن يستمر في مهمته لغاية المونديال القادم.
الموقف نفسه تبناه نائب رئيس القسم الرياضي بيومية الصوت الآخر ا لصحفي عزيز طالبي الذي اعترف للجزيرة نت هو الآخر بتواضع أداء المنتخب الجزائري، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن حليلوزيتش تعرض إلى ضغط كبير قبل المباراة من قبل الأنصار، ومن بعض الشخصيات الرياضية، على رأسها رئيس المنتخب الأسبق رابح سعدان بسبب خياراته، وتجلى ذلك في اعتراض الأنصار ومطالبتهم بضرورة إشراك اللاعب سفير تايدر، وهو ما وضعه في ضغط كبير جدا قبل المباراة.
ووفق طالبي يجب خلق الاستقرار داخل المنتخب الجزائري من أجل الاستعداد الأفضل لمونديال البرازيل، وذلك باستمرار حاليلوزيتش على رأس العارضة الفنية للخضر، وأوضح في السياق نفسه أن هناك معلومات أولية تفيد بأن حاليلوزيتش أبدى موافقته على الاستمرار.
يذكر أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم حددت منحة التأهل للمونديال بـ 200 ألف يورو لكل لاعب.
وتجدر الإشارة إلى أن دخول المشجعين إلى الملعب شهد تدافعا كبيرا أمام مداخل الملعب، الأمر الذي تسبب بإصابة نحو خمسين منهم بجروح متفاوتة الخطورة، ونقلت تقارير صحفية محلية أنباء تفيد بسقوط جرحى خلال الاحتفالات بالفوز، كما شهدت المباراة حضور العديد من المسؤولين الجزائريين يتقدمهم الوزير الأول عبد المالك سلال.
المصدر:الجزيرة